يتوزع الطوارق على كامل الصحراء الكبرى في الشمال الأفريقي، وتجمعهم خصائص إثنية وثقافية عديدة.
يُعد الطوارق من المجموعات الأمازيغية التي استوطنت الصحراء الأفريقية، ويعتبرون أنفسهم السكان الأصليين للمنطقة، فهم يتحدثون لغة خاصة، ليست بالعربية المنتشرة بالشمال، ولا تمت بصلة للهجات الأفريقية المتداولة في منطقة الساحل.
ولعل أبرز تجمع للطوارق في المنطقة المغاربية يوجد في الصحراء الجزائرية، حيث يعرفون بـ"الرجال الزرق"، نسبة للباسهم الأزرق الذي يميزهم عن باقي القبائل الأمازيغية.
في ما يلي 10 من خصائص الطوارق ينبغي الاطلاع عليها.
سمتهم الاعتدال
يدين طوارق الجزائر بالإسلام السني، وينتمون للمذهب المالكي الذي يتبعه أغلب الجزائريين والمغاربيين عمومًا.
يرفض الطوارق التطرف ويميلون للوسطية والاعتدال، وأبدوا استعدادا لمحاربة الإرهاب ودعم الجيش الجزائري في مواجهة الجماعات المسلحة في أكثر من مناسبة.
مجتمع طبقي
ما زال مجتمع الطوارق، على شاكلة مجتمعات الصحراء الأفريقية، يقوم على الطبقية، إذ يتحدد موقد الأفراد تبعا لانتمائه إلى طبقة معينة.
وفي مقدمة تلك الفئات نجد طبقة "الأشراف" أو السادة، تليها طبقة "العلماء" أو رجال الدين، ثم الصناع الحرفيين والمزارعين، وفي أسفل الهرم نجد العبيد.
يحملون أكفانهم حيثما ذهبوا
يرتدي طوارق الجزائر عباءة زرقاء فضفاضة وعمامة كبيرة ناصعة البياض. ويقول باحثون إن الرجل الطارقي "يحمل كفنه حيثما ذهب" لأن العمامة التي يصل طولها 8 أمتار، تستعمل كفنا لدفنه في حال موته أثناء ترحاله.
أصل التسمية
ذهب بعض الباحثين إلى أن كلمة "طوارق" مشتقّة من كلمة "تاركا" الأمازيغية، وهي تسمية أحد الأودية التي كانت تسكنها تلك القبائل في جنوب شرقي المغرب، وترجّح أن يكون المقصود هو وادي درعة.
في حين، يرى باحثون آخرون أن أصل التسمية يعود للقائد العسكري الإسلامي طارق بن زياد
حماة المستضعفين
اشتغل الطوارق قديما بالزراعة، إذ تجدهم يكونون مجموعات سكانية متنقلة بجانب الجداول ومراكز المياه.
إلا أن معرفة الطوارق الكبيرة بالمسالك والآبار في الصحراء ومهارتهم في القتال جعلتهم أيضا يشتغلون بحماية القوافل من قطاع الطرق مقابل مبالغ مالية. وكثيرا ما يتدخلون، خلال الأزمات، لحماية المستضعفين ممن تقطعت بهم السبل في بلدانهم مثل مالي، المتاخمة للجزائر جنوبا.
المطلقة تقيم عرسا!
لا يعد الطلاق عند الطوارق وصمة عار تلاحق المرأة كما هو الشأن في معظم مجتمعات المنطقة. ومن مميزاتهم أن المرأة المطلقة في المجتمع الطارقي تعتبر أكثر جاذبية من البكر، وكلما طلقت المرأة، كثر عدد الراغبين في الزواج منها.
وكما هو الشأن في بقية المجتمعات المسلمة، تنتظر المطلقة إلى نهاية عدتها قبل أن يكون بوسعها الارتباط من جديد. إلا أن ما يميز المرأة الطارقية هو إقامتها احتفالا أشبه بالعرس عند نهاية عدتها!
يغلب عليهم الخجل
بالرغم من مظاهر الشدة التي تبدو على محياّهم، يغلب على الطوارق الخجل الشديد. وتكاد تكون هذه الملاحظة مشتركة بين كل السياح الذين اختلطوا بالطوارق.
في شهادته عن لقائه بطوارق الجنوب الجزائري كتب سائح سعودي أن "الطوارق يغلب عليهم الخجل والحياء الشديد، بعكس ما يظهر على أشكالهم من شدة، فهم عشاق للتأمل، وهذا ما اكتسبوه من الصحراء.. يسمعون أكثر مما يتحدثون، وهذا ما يجعلك دائماً مرتاحاً وأنت تتحدث معهم".