بيروت (رويترز) - بدا أن لبنان رفض يوم الجمعة مزاعم السفارة الأوكرانية في بيروت بأن سفينة سورية راسية في ميناء لبناني تحمل حبوبا أوكرانية سرقتها روسيا بعد تفتيش قام به مسؤولو الجمارك اللبنانيون. وقال مسؤول كبير في الجمارك اللبنانية لوكالة أسوشيتد برس إنه "لا يوجد شيء خاطئ" في شحنة لاودكية ، التي رست في ميناء طرابلس اللبناني يوم الخميس ، وأن أوراقها كانت سليمة. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وسلط الجدل الدائر حول السفينة الضوء على أن لبنان، وهو بلد صغير على البحر الأبيض المتوسط على الحدود مع سوريا، كان في مرمى حرب روسيا المستمرة منذ أشهر في أوكرانيا.وتحمل لاودكية 5000 طن من الدقيق و5000 طن من الشعير الذي تقول السفارة الأوكرانية في بيروت إن روسيا استولت عليه بشكل غير قانوني. وبعد أن دقت السفارة ناقوس الخطر، بدأت السلطات اللبنانية تحقيقا. في غضون ذلك، قالت السفارة الروسية لوسائل إعلام لبنانية إن الادعاء الأوكراني "لا أساس له من الصحة". وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على لاودكية في عام 2015 لانتمائها إلى الحكومة السورية للرئيس بشار الأسد.ووفقا للسفارة الأوكرانية، فإن لاودكية هي من بين عشرات السفن التي تزعم كييف أنها نقلت الحبوب التي سرقتها روسيا. وقال بيان للسفارة يوم الجمعة إن السفينة أوقفت تشغيل نظام تتبع AIS في البحر الأسود لمدة 10 أيام ، بعد أن رست في وقت سابق من هذا الشهر في ميناء فيودوسيا في شبه جزيرة القرم الذي تسيطر عليه روسيا.وقالت السفارة إنها "محملة بالشعير ودقيق القمح المصدرة بشكل غير قانوني من أراضي زابوريزهزهيا وميكولايف وخيرسون" في أوكرانيا - وهي المناطق التي استولت عليها روسيا في الحرب. وقالت حركة المرور البحرية، التي تراقب حركة السفن ومواقع السفن في البحار، إن السفينة كانت متجهة في البداية إلى ميناء طرطوس في سوريا، وكان من المتوقع أن تصل إلى هناك في وقت سابق من هذا الأسبوع. ولم يعرف سبب تغيير مسارها إلى لبنان.ولم تكن هناك مؤشرات على أن حمولتها كانت تفرغ حمولتها، وقال مسؤول الجمارك الذي تحدث إلى وكالة أسوشيتد برس إن السفينة ستظل راسية حتى "يقرر المالك ما يجب فعله بالبضائع". ويوم الجمعة أيضا، قال القائم بأعمال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إن لبنان تلقى "عددا من الاحتجاجات والتحذيرات من عدد من الدول الغربية بعد وصول" السفينة التي ترفع العلم السوري إلى طرابلس. وقالت السفارة البريطانية في بيروت لوكالة أسوشيتد برس إنها أثارت أيضا مخاوف مع بو حبيب بشأن السفينة. وقالت السفارة الأوكرانية إنها ستطلب من السلطات اللبنانية تنفيذ أمر محكمة أوكرانية والاستيلاء على السفينة. ورفض مسؤولو الحكومة اللبنانية التعليق علنا على هذه المسألة، في انتظار التحقيق. ويسعى لبنان جاهدا لتحسين العلاقات مع الغرب في الوقت الذي يناشد فيه البلد الذي يعاني من ضائقة مالية تقديم مساعدات مالية للمساعدة في تعافيه الاقتصادي. وتشعر الدول الغربية ودول الخليج العربية بالغضب من القوة السياسية والنفوذ اللذين تمارسهما جماعة حزب الله اللبنانية المتشددة - وهي حليف رئيسي لإيران وسوريا - في السياسة اللبنانية. التقى إيهور أوستاش، سفير أوكرانيا، بالرئيس اللبناني ميشال عون يوم الخميس، محذرا إياه من أن شراء السلع المسروقة من روسيا من شأنه أن "يضر بالعلاقات الثنائية"، وفقا لبيان السفارة. وكانت كييف قد أشادت في وقت سابق بلبنان لإدانته روسيا لحربها على أوكرانيا التي أزعجت حزب الله وحلفاءه الذين يقولون إنهم لم يستشيروا بشأن هذه المسألة وكذلك روسيا.كما وعدت أوكرانيا مؤخرا بتصدير الدقيق إلى لبنان الذي يعاني من نقص القمح وأزمة الأمن الغذائي. لقد منعت حرب روسيا على أوكرانيا، التي دخلت الآن شهرها السادس، الحبوب من مغادرة "سلة الخبز في العالم"، مما جعل الغذاء أكثر تكلفة في جميع أنحاء العالم ويهدد بتفاقم النقص والجوع وعدم الاستقرار السياسي في البلدان النامية. وتصدر روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث القمح والشعير في العالم.