كشفت دراسة جديدة عن السمات التشريحية الرئيسية التي يمكن أن تكشف سر الجاذبية الكبيرة لتعابير وجوه الكلاب، مؤكدةً أن البشر ساهموا في قدرة الكلاب على تكوين تعابير الوجه عبر آلاف السنين من التربية الانتقائية.
وركزت الدراسة على تشريح العضلات الصغيرة المستخدمة لتشكيل تعابير الوجه، والتي تسمى "عضلات تعابير الوجه" (Mimetic muscles).
لدى البشر، تهيمن على هذه العضلات ألياف الميوسين "سريعة الانقباض"؛ إذ تنقبض بسرعة ولكنها أيضًا تتعب بسرعة، وهو ما يفسر سبب قدرتنا على تكوين تعابير الوجه بسرعة، وعدم الاحتفاظ بها مدةً طويلة، وفي المقابل، تُعد خلايا العضلات ذات الألياف "بطيئة الانقباض" أكثر فاعليةً للحركات الطويلة والمنضبطة ولا تتعب بالسرعة نفسها.
وهناك ارتباط وثيق بين الكلاب والذئاب، ويقدر العلماء أن النوعين تَباعدا وراثيًّا منذ حوالي 33 ألف عام عندما بدأ البشر في تربية الذئاب بشكل انتقائي، وهي أول نوع يتم تدجينه على الإطلاق، وخلال الدراسة، قارن الباحثون ألياف الميوسين في عينات عضلات الوجه من الذئاب والكلاب المستأنسة.
وكشفت نتائج الدراسة -التي عُرضت نتائجها خلال الاجتماع السنوي لعلماء علم الأحياء التجريبي وجمعياته، الذي عُقد في الفترة من من 2 إلى 5 أبريل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية- أن "الكلاب والذئاب لديها –مثل البشر- عضلات وجه تهيمن عليها ألياف سريعة الانقباض، لكن الذئاب لديها نسبة أعلى من الألياف بطيئة الانقباض مقارنةً بالكلاب".
ويسمح وجود الألياف سريعة الانقباض بحركة أكبر للوجه وحركة أسرع للعضلات، ما يتيح حركاتٍ صغيرةً مثل رفع الحاجب وتقلصات العضلات القصيرة القوية التي ينطوي عليها النباح، وفي المقابل، تُعَد الألياف بطيئة الانقباض مهمةً لحركات العضلات الممتدة مثل تلك التي تستخدمها الذئاب عند العواء.
تقول آن بوروز، الأستاذ في قسم العلاج الطبيعي بكلية رانجوس للعلوم الصحية في جامعة دوكين الأمريكية، وقائد فريق البحث: الكلاب فريدة من نوعها وتمتاز عن غيرها من الثدييات بعلاقتها المتبادلة مع البشر، والتي يمكن إثباتها من خلال النظرات المتبادلة، وهو شيء لا نلاحظه بين البشر والثدييات المستأنسة الأخرى مثل الخيول أو القطط.
تضيف "بوروز" في تصريحات لـ"للعلم": وجدنا أن الكلاب لديها نسبة عالية جدًّا من ألياف العضلات سريعة الانقباض، ما يعني أنها يمكن أن تنتج تعبيرات وجه سريعةً وعفوية، بالطريقة الفسيولوجية نفسها مثل البشر، ما يعزِّز قدرة الكلب على التواصل بشكل فعال مع الناس، كما أن الكلاب المنزلية والبشر بارعون في فهم تعابير الوجه بين بعضهم وبعض بدقة، في حين تحظى حركة عيون الكلاب بتقدير كبير من قِبل البشر.