Banner Image

All Services

Writing & Translation Articles & News

الأوكرانيون الباقون في دونباس غاضبون

$25/hr Starting at $25

شرطي اوكراني يوزع مواد غذائية على سكان في قرية بمنطقة دونباس في 11 أيار/مايو2022

في بعض الأحيان، يشعر الشرطي الأوكراني الذي يجلب الخبز إلى سكان قرية نوفوميكولايفكا على الجبهة الشرقية، أنه في أرض أعداء.

يخرج فلاديسلاف كوباتسكي (24 عاما) البقالة من صندوق سيارته ويلقي نظرة سريعة على الأفق بحثا عن آثار دخان يمكن أن يدل على سقوط صواريخ روسية. ثم ينطلق لتوزيع المساعدات الإنسانية في القرية. لكنه يلقى استقبالا فاترا في أحسن الحالات.

إي يحظى الروس بتأييد عدد كبير من السكان الذين بقوا في نوفوميكولايفكا بالقرب من كراماتورسك على الرغم من القتال العنيف وأوامر الإخلاء من السلطات الأوكرانية. والأكبر سنا الذين نشأوا في الحقبة السوفياتية ينظرون بارتياب إلى سلطات كييف.

يوضح كوباتسكي أن عددا من السكان اعتقلوا للاشتباه في أنهم أبلغوا الروس بإحداثيات للقواعد الخلفية الأوكرانية. 


ويقول وهو يخرج من ملجأ أعد على عجل تحت الأرض أمضت فيه اسرة الأيام الثلاثة الأخيرة تحت القصف الروسي "لسوء الحظ ، هذا يحدث". ويضيف أنه "يحاول التحدث" مع السكان الموالين لروسيا لكن من الصعب إقناع من نشأوا في الحقبة السوفياتية ... يتمسكون بوجهة نظرهم ولا يتزحزحون".


- "يسلمون إحداثياتنا للروس" -


ووجهة النظر هذه تغذيها دعاية الكرملين التي تصور الأوكرانيين على أنهم "نازيون جدد" يتحركون بأوامر من واشنطن. وهذا في الواقع يجعل كوباتسكي هدفًا محتملاً في قرى المواجهة هذه. 


ويقدر الجنود الأوكرانيون الذين هم على اتصال بالسكان أن ما بين ثلاثين و45 بالمئة منهم يؤيدون الروس. 


وقال جندي يلقبونه "زاستافا" خلال استراحة قصيرة بعد خمسة أيام في الجبهة "إنهم يسلمون إحداثياتنا للروس، هذا أمر مؤكد!". وأضاف "أتذكر أن رجلا عجوزا جاء إلينا وتعرضنا للقصف على الفور بعد ذلك". 


وتابع أن "السكان الأكبر سنا لا يريدون أن يدعمونا". 


ويشكل الناطقون باللغة الروسية أغلبية سكان حوض دونباس. وتعود جذورهم في المنطقة إلى فترة إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية. 


وهذا التاريخ صنع هوية دونباس التي أبقت على روابط اقتصادية وثقافية قوية مع روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال أوكرانيا.


وقال زاستافا ملخصا الوضع "هناك قرى مجاورة ولا تدعم المعسكر نفسه".


- االجانبان "مسؤولان" -


يرى أندري أولينيك (48 عاما) المولود في نوفوميكولايفكا أن دروس التاريخ لم تجد. فقد أمضى الرجل الذي يتنقل على كرسي متحرك الأسبوع الماضي وهو يسمع هدير طائرات حربية تحلق في السماء ليلا وقذائف تنفجر في مزارع قريبة. وقد أصيب منزله الخشبي.


منذ ذلك الحين يشعر بالغضب حيال كييف وموسكو لعدم سعيهما إلى السلام.


ويسود جو مثقل في منزله. فمصاريع النوافذ مغلفة منذ أسابيع للحد من خطر تناثر الزجاج. 


وقال "انسحب الروس من كييف، لذلك يبدو أن الحرب انتهت بالنسبة للناس هناك. ... لو كان سكان كييف ما زالوا يعيشون ما نعيشه نحن هنا، لكان كل شيء هنا مختلفا".


وأكد الرجل "ألوم الحكومتين. الجانبان مسؤولان. نحن لا أهمية لنا بالنسبة لهم".


وجزء من الاستياء من كييف أيضا نابع من الوضع الاقتصادي في المنطقة الذي تضرر بشدة بسبب تراجع التصنيع قبل بدء الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في 2014. 


- "عودة إلى الجحيم" -


 حاول أندري وزوجته يلينا الرحيل في الأيام القليلة الماضية مع أبنائهما إلى قرية مجاورة بعد جمع مدخراتهما وشراء سيارة جارهم القديمة. لكن هذه القرية تعرضت بدورها لقصف جوي بعد أربعة أيام من وصولهم.


وقالت يلينا "لذلك عدنا"، مؤكدا أن "بيتنا يبقى بيتنا".


مشكلة أخرى مهمة هي نقص المحروقات الذي يحد من إمكانيات التنقل بعد أن قررت محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل في المنطقة بالحد من المبيعات بعشرة لترات أو عشرين لترا للسيارة.


وتساءل اندري "إلى أين نذهب؟". واضاف "وضعنا 20 لترا في السيارة وهذا سيسمح لنا بالسفر من مئة إلى 150 كيلومترا. لكن الحرب في كل المنطقة". 


ويحبس رجل شرطة في المنطقة دموعه بصعوبة وهو يرى العائلات تعود مع أمتعتها على الرغم من القصف.


وقال طالبا عدم الكشف عن هويته "إنهم يعودون إلى هذا الجحيم لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه. يقولون: إذا كُتب لي الموت فسأموت".

About

$25/hr Ongoing

Download Resume

شرطي اوكراني يوزع مواد غذائية على سكان في قرية بمنطقة دونباس في 11 أيار/مايو2022

في بعض الأحيان، يشعر الشرطي الأوكراني الذي يجلب الخبز إلى سكان قرية نوفوميكولايفكا على الجبهة الشرقية، أنه في أرض أعداء.

يخرج فلاديسلاف كوباتسكي (24 عاما) البقالة من صندوق سيارته ويلقي نظرة سريعة على الأفق بحثا عن آثار دخان يمكن أن يدل على سقوط صواريخ روسية. ثم ينطلق لتوزيع المساعدات الإنسانية في القرية. لكنه يلقى استقبالا فاترا في أحسن الحالات.

إي يحظى الروس بتأييد عدد كبير من السكان الذين بقوا في نوفوميكولايفكا بالقرب من كراماتورسك على الرغم من القتال العنيف وأوامر الإخلاء من السلطات الأوكرانية. والأكبر سنا الذين نشأوا في الحقبة السوفياتية ينظرون بارتياب إلى سلطات كييف.

يوضح كوباتسكي أن عددا من السكان اعتقلوا للاشتباه في أنهم أبلغوا الروس بإحداثيات للقواعد الخلفية الأوكرانية. 


ويقول وهو يخرج من ملجأ أعد على عجل تحت الأرض أمضت فيه اسرة الأيام الثلاثة الأخيرة تحت القصف الروسي "لسوء الحظ ، هذا يحدث". ويضيف أنه "يحاول التحدث" مع السكان الموالين لروسيا لكن من الصعب إقناع من نشأوا في الحقبة السوفياتية ... يتمسكون بوجهة نظرهم ولا يتزحزحون".


- "يسلمون إحداثياتنا للروس" -


ووجهة النظر هذه تغذيها دعاية الكرملين التي تصور الأوكرانيين على أنهم "نازيون جدد" يتحركون بأوامر من واشنطن. وهذا في الواقع يجعل كوباتسكي هدفًا محتملاً في قرى المواجهة هذه. 


ويقدر الجنود الأوكرانيون الذين هم على اتصال بالسكان أن ما بين ثلاثين و45 بالمئة منهم يؤيدون الروس. 


وقال جندي يلقبونه "زاستافا" خلال استراحة قصيرة بعد خمسة أيام في الجبهة "إنهم يسلمون إحداثياتنا للروس، هذا أمر مؤكد!". وأضاف "أتذكر أن رجلا عجوزا جاء إلينا وتعرضنا للقصف على الفور بعد ذلك". 


وتابع أن "السكان الأكبر سنا لا يريدون أن يدعمونا". 


ويشكل الناطقون باللغة الروسية أغلبية سكان حوض دونباس. وتعود جذورهم في المنطقة إلى فترة إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية. 


وهذا التاريخ صنع هوية دونباس التي أبقت على روابط اقتصادية وثقافية قوية مع روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال أوكرانيا.


وقال زاستافا ملخصا الوضع "هناك قرى مجاورة ولا تدعم المعسكر نفسه".


- االجانبان "مسؤولان" -


يرى أندري أولينيك (48 عاما) المولود في نوفوميكولايفكا أن دروس التاريخ لم تجد. فقد أمضى الرجل الذي يتنقل على كرسي متحرك الأسبوع الماضي وهو يسمع هدير طائرات حربية تحلق في السماء ليلا وقذائف تنفجر في مزارع قريبة. وقد أصيب منزله الخشبي.


منذ ذلك الحين يشعر بالغضب حيال كييف وموسكو لعدم سعيهما إلى السلام.


ويسود جو مثقل في منزله. فمصاريع النوافذ مغلفة منذ أسابيع للحد من خطر تناثر الزجاج. 


وقال "انسحب الروس من كييف، لذلك يبدو أن الحرب انتهت بالنسبة للناس هناك. ... لو كان سكان كييف ما زالوا يعيشون ما نعيشه نحن هنا، لكان كل شيء هنا مختلفا".


وأكد الرجل "ألوم الحكومتين. الجانبان مسؤولان. نحن لا أهمية لنا بالنسبة لهم".


وجزء من الاستياء من كييف أيضا نابع من الوضع الاقتصادي في المنطقة الذي تضرر بشدة بسبب تراجع التصنيع قبل بدء الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في 2014. 


- "عودة إلى الجحيم" -


 حاول أندري وزوجته يلينا الرحيل في الأيام القليلة الماضية مع أبنائهما إلى قرية مجاورة بعد جمع مدخراتهما وشراء سيارة جارهم القديمة. لكن هذه القرية تعرضت بدورها لقصف جوي بعد أربعة أيام من وصولهم.


وقالت يلينا "لذلك عدنا"، مؤكدا أن "بيتنا يبقى بيتنا".


مشكلة أخرى مهمة هي نقص المحروقات الذي يحد من إمكانيات التنقل بعد أن قررت محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل في المنطقة بالحد من المبيعات بعشرة لترات أو عشرين لترا للسيارة.


وتساءل اندري "إلى أين نذهب؟". واضاف "وضعنا 20 لترا في السيارة وهذا سيسمح لنا بالسفر من مئة إلى 150 كيلومترا. لكن الحرب في كل المنطقة". 


ويحبس رجل شرطة في المنطقة دموعه بصعوبة وهو يرى العائلات تعود مع أمتعتها على الرغم من القصف.


وقال طالبا عدم الكشف عن هويته "إنهم يعودون إلى هذا الجحيم لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه. يقولون: إذا كُتب لي الموت فسأموت".

Skills & Expertise

JournalismJournalistic WritingLifestyle WritingNews WritingNewsletters

0 Reviews

This Freelancer has not received any feedback.