يُعَدّ نوح -عليه السلام- أوّل رسولٍ أُرسِل إلى الناس ، وهو أحد أُولي العزم من الرُّسل ؛ إذًا لدعوة قومه إلى توحيد الله ألف سنةٍ إلّا خمسين عاماً ، [٧] ودعاهم إلى تَرْك عبادة الأصنام التي لا تملكهم في دعوته إلى عبادة الله وحده ، وقد اجتهدوا في دعوته إلى تذكير قومه والطرق الثالثة ؛ فدعاهم ليلاً ونهاراً ، سرّاً وعلانيةً ، فلم تُغنِ تلك الدعوة إلى شيئًا ؛ إذ قابلوها بالاستكبار والجحود ، فكانوا يُغلقون آذانهم ؛ لِئلّا يسمعوا دعوته ، فَضْلاً عن اتّهامهم له بالكذب والجنون ، ثمّ أوحى الله إلى نبيّه بصنع السفينة ، فصنعها رغم سُخرية المشركين من قومه منه ، وانتظر أمر الله للسفينة مع مَن آمن بدعوته ، بالإضافة إلى زوجيَن من جميع أنواع الكائنات الحيّة ووقع ذلك. بأمرٍ من الله حين فُتِحت السماء بالماء المُنهمِر الغزير ، وتفجّرت الأرض ينابيع وعيوناً ، فالتقى الماء على هيئةٍ عظيمةٍ ، وطوفان مَهيبٍ أغرق القوم المُشركين بالله.