وفي مقال مطول كتبه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحت عنوان "لماذا أزور السعودية؟".. طرج سؤالا عريضا بدت فيه الأجوبة غير صريحة، ولم توضع فيه النقاط على الحروف.
وأكد خبراء أن ما كتبه بايدن في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" يعد اعترافا بأهمية السعودية وثقلها الاستراتيجي وهدفه تصويب علاقات البلدين بعد ما أصابها الفتور خلال الأوقات السابقة.
وشددوا خلال حديث لــ" العين الإخبارية" على أهمية المقال خاصة أن الرحلة تأتي في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة وتعمل على تعزيز المصالح الأمريكية.
وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور أيمن سلامة، إن بايدن اعترف بخطئه السابق تجاه المملكة ووصفها بـ"الحليف الاستراتيجي وثقل المنطقة".
وأضاف سلامة، أن بايدن وصف السعودية أيضا بأنها "تمتلك ثقلا سياسيا نوعيا ولها تأثير استراتيجي بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي".
وتابع أبدى بايدن الواقعية ونزل إلى الحقيقة بعدما كان يتحدث باستعلاء لتحقيق مصالح الإدارة الأمريكية وخاصة في تحديد علاقتها مع المملكة.
وأوضح أن المقال في هذا التوقيت يؤكد "أهمية الزيارة ومكانة السعودية"، كما أن اختيارها كأول دولة عربية بجدول زيارته لقدرتها على حل الأزمات وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة بجانب قدرتها على السيطرة على موارد الطاقة للتخفيف من تأثر الإمدادات العالمية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ولفت إلى أن الحرب التي تشهدها أوروبا تعد الأشرس منذ الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أن السعودية قادرة على تعويض أوروبا وإمدادها بالطاقة سواء الغاز أو النفط بحسب مقال بايدن، ومعالجة أزمة سلاسل التوريد التي تعتمد عليها للتجارة العالمية.
وفي السياق ذاته، أكد الباحث في العلاقات الدولية بواشنطن، الدكتور بندر الدوشي، أن المقال ذكّر بأن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، راسخة جدا وممتدة لعقود من الزمن وقد تمر بمرحلة من عدم التوافق أو الفتور وهذا شيئا طبيعيا في العلاقات الدولية، لكن تظل أسس التوافق والتفاهم هي السائدة في تلك العلاقات.
وأضاف الدوشي، أنه :"بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا ودخول العالم مرحلة جديدة من الصراعات بدأ كل طرف خصوصا الأطراف الدولية الفاعلة بما فيها أمريكا، إعادة ترتيب ملفاتها والتأكد من تحالفاتها استعدادا لأي تطورات دولية غير محسوبة".
وشدد على أن مقال بايدن يعترف بأهمية دول الخليج مجتمعة والسعودية خاصة وأنها تضخ يوميا الملايين من براميل النفط في اقتصاد العالم، كما أكد ثقل تلك الدول على الساحة الدولية وقدرتها على التأثير".
وتوقع أن يكون ملف إيران النووي وسلوك نظامها ضمن أهم الملفات التي سيتم مناقشتها خصوصا في ظل عدم وجود اتفاق نووي ولذلك يريد بايدن بعث رسائله قبل الزيارة.
وأشار أن من رسائل بايدن أيضا كان ملف الإرهاب والتبادل التجاري والاقتصادي وسيتم الاستفاضة فيهما خلال الزيارة وتعزيز ما تم إنجازه التي وصل إليها الجانبان في تلك الملفات