دين قرصان كمبيوتر (هاكر) سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتسريب مجموعة من أدوات القرصنة السرية إلى موقع ويكيليكس.
وأدين جوشوا شولت بإرسال أدوات الحرب الإلكترونية المعروفة باسم "فولت 7" التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية إلى منصة الإبلاغ عن المخالفات. وكان شولت قد نفى هذه المزاعم.
وكشف تسريب حوالي 8,761 وثيقة عام 2017 كيف اخترق ضباط المخابرات الهواتف الذكية في الخارج وحولوها إلى أجهزة تنصت.
وقال ممثلو الادعاء إن التسريب كان من أكثر التسريبات "وقاحة" في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال داميان ويليامز، المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية لنيويورك، إن تصرفات شولت كان لها "تأثير مدمر على مجتمع استخباراتنا من خلال توفير معلومات استخبارية مهمة لأولئك الذين يرغبون في إلحاق الأذى بنا".
ويواجه شولت، الذي مثل نفسه في المحاكمة في محكمة مانهاتن الفيدرالية، الآن عقودا في السجن. كما يواجه محاكمة منفصلة بتهمة حيازة صور ومقاطع فيديو لإساءة معاملة الأطفال، لكنه يقول إنه بريء من هذه التهمة.
جوليان أسانج: مناضل من أجل الحقيقة أم باحث عن الشهرة؟جوليان أسانج: بريطانيا توافق على تسليم مؤسس ويكيليكس للولايات المتحدة
وبعد انضمامه إلى وكالة الاستخبارات المركزية في عام 2010، سرعان ما حصل شولت على أعلى تصريح أمني للوكالة، ثم ذهب للعمل في المقر الرئيسي للوكالة في لانجلي بولاية فيرجينيا، حيث صمم مجموعة من البرامج المستخدمة لاختراق أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الآيفون والهواتف التي تعمل بنظام أندرويد، وحتى أجهزة التلفزيون الذكية.
وزعم ممثلو الادعاء في عام 2016 أنه نقل المعلومات المسروقة إلى موقع ويكيليكس ثم كذب على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن دوره في التسريب.
وأضافوا أن الدافع وراء ذلك على ما يبدو كان الغضب من نزاع في مكان العمل وتجاهل صاحب العمل لشكاواه. وكان مهندس البرمجيات يعاني من أجل الوفاء بالمواعيد النهائية للأعمال التي يتعين عليه تقديمها، وقال مساعد المدعي العام الأمريكي مايكل لوكارد إن أحد مشروعاته تأخر جدا عن الموعد المحدد لدرجة أنه حصل على لقب "الموعد النهائي الممتد".
وقال ممثلو الادعاء إنه أراد معاقبة من ظن أنهم ظلموه، وقالوا إنه "من خلال القيام بهذا الانتقام، تسبب في أضرار جسيمة للأمن القومي لهذا البلد".
لكن شولت قال إن الحكومة ليس لديها دليل على أنه كان مدفوعا بالانتقام، ووصف هذه الحجة بأنها "محض خيال". وزعم في مرافعته الختامية أن "مئات الأشخاص تمكنوا من الوصول" إلى الملفات المسربة وأن "مئات الأشخاص ربما سرقوها".
وأضاف أن "قضية الحكومة مليئة بالشكوك المعقولة".
وحث المدعون هيئة المحلفين على النظر في أدلة على محاولة التستر، بما في ذلك قائمة بالأعمال التي قام بها شولت والتي تحتوي على إدخال نص يقول: "احذف رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة".
وأضافوا أن شولت حاول حتى بعد اعتقاله نقل المزيد من المعلومات، وهرب هاتفا إلى السجن وحاول إرسال معلومات عن المجموعات السيبرانية لوكالة الاستخبارات المركزية، وصاغ تغريدات تضمنت معلومات حول الأدوات السيبرانية لوكالة الاستخبارات المركزية تحت اسم "جيسون بورن"، وهو عميل استخبارات وهمي.
يذكر أن شولت محتجز منذ عام 2018.
وأُعلن أن قضيته الأصلية خاطئة بعد أن وصل المحلفون إلى طريق مسدود بشأن بعض من أخطر التهم.
وتأتي هذه الإدانة في الوقت الذي يواجه فيه مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانغ، تسليمه إلى الولايات المتحدة بسبب وثائق تم تسريبها في عامي 2010 و2011، والتي يقول مسؤولون إنها خرقت القانون وعرضت الأرواح للخطر.