الروائي سلمان رشدي للطعن خلال محاضرة في ولاية نيويورك
نيويورك (رويترز) - قالت الشرطة إن الروائي المولود في الهند سلمان رشدي، الذي قضى سنوات مختبئا بعد أن أصدرت إيران فتوى بإهدار دمه بسبب كتاباته، تعرض للطعن في الرقبة والبطن على المسرح خلال محاضرة في ولاية نيويورك الأمريكية يوم الجمعة ونُقل جوا إلى مستشفى.
وقالت شرطة الولاية إنه على قيد الحياة وما زال خاضعا حتى المساء الباكر يوم الجمعة بالتوقيت المحلي
وذكر شهود أن رجلا هرع إلى خشبة المسرح في مؤسسة تشوتاكوا وهاجم رشدي (75 عاما) في أثناء تقديمه لإلقاء كلمة بشأن الحرية الفنية أمام مئات الحاضرين. وقالت الشرطة إن شرطيا من الولاية كان حاضرا في الحدث اعتقل المهاجم.
وقالت الشرطة إن المشتبه به يدعى هادي مطر (24 عاما) من فيرفيو بولاية نيوجيرزي وإنه اشترى تذكرة دخول لحضور الحدث.
وقال برادلي فيشر الذي كان ضمن الحاضرين "قفز رجل على المسرح، لا أعرف من أين، وبدأ ما بدا أنها ضربة في الصدر، وكرر الضربات بقبضة اليد في صدره وعنقه". وأضاف فيشر "كان الناس يصرخون وينتحبون ويلهثون".
وسقط رشدي، مؤلف رواية "الآيات الشيطانية"، على الأرض عندما هاجمه الرجل ثم أحاطت به مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين رفعوا ساقيه لإرسال مزيد من الدم على ما يبدو إلى الجزء العلوي من جسمه في الوقت الذي تم فيه توقيف المهاجم، وذلك حسبما قال شاهد آخر كان يحضر المحاضرة
وقالت الشرطة إن طبيبا من بين الحاضرين ساعد في رعاية رشدي إلى أن وصلت فرق الطوارئ. وتعرض هنري ريس منظم الحدث لإصابة طفيفة في رأسه وقالت الشرطة إنها تعمل مع محققين اتحاديين لتحديد دافع الهجوم. ولم يتضح نوع السلاح المستخدم فيه
وواجه رشدي، المولود في مومباي لأسرة من كشمير قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة، تهديدات بالقتل بسبب روايته الرابعة "الآيات الشيطانية" والتي قال بعض المسلمين إنها تحتوي على فقرات تجديفية.
وتم حظر الرواية في دول كثيرة يقطنها عدد كبير من المسلمين عند نشرها سنة 1988.
وبعد بضعة أشهر، أصدر الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني فتوى دعت المسلمين إلى قتل المؤلف وأي شخص شارك في نشرها بتهمة الطعن في الدين.
واختبأ رشدي لسنوات عديدة. وقُتل هيتوشي إيجاراشي المترجم الياباني للرواية عام 1991. وقالت الحكومة الإيرانية في عام 1998 إنها لم تعد تؤيد الفتوى، وعاش رشدي بشكل علني نسبيا في السنوات الأخيرة.
ورصدت منظمات إيرانية، بعضها تابع للحكومة، مكافأة بملايين الدولارات لقتل رشدي. وظل خليفة الخميني آية الله علي خامنئي يقول حتى عام 2019 إن الفتوى ما زالت سارية.
وتبرعت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية ووسائل إعلام أخرى بأموال في عام 2016 لزيادة المكافأة بأكثر من 600 ألف دولار. ووصفت فارس رشدي في تقريرها عن هجوم يوم الجمعة بأنه مرتد "أهان النبي".
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان إنه يشعر بالفزع لأن رشدي "تعرض للطعن في أثناء ممارسته حقا يجب ألا نتوقف عن الدفاع عنه".
وقال موقع تشوتاكوا على الإنترنت إن رشدي كان موجودا في المؤسسة في غرب ولاية نيويورك للمشاركة في نقاش حول دور الولايات المتحدة باعتبارها ملجأ للكتاب والفنانين في المنفى و"موطنا لحرية التعبير الإبداعي".
وقالت جماعة (بن أمريكا) المدافعة عن حرية التعبير والتي رأسها رشدي في السابق إنها "تترنح من الصدمة والفزع" بسبب ما وصفته بأنه هجوم غير مسبوق على كاتب في الولايات المتحدة.