صرف كتّاب فرنسيون النظر عن المشاركة في مهرجان ثقافي تقيمه فرنسا في لبنان، بعد اتهامات طالتهم بدعم الصهيونية، لكنّ النشاط الذي يُفتتح الأربعاء لا يزال قائماً، على ما أفاد منظّموه.
ويشارك نحو مئة كاتب ناطق بالفرنسية من مختلف أنحاء العالم في "مهرجان كتب بيروت" الذي من المقرر أن تُعلن خلاله أكاديمية غونكور أسماء المتأهلين الأربعة إلى المرحلة النهائية من السباق للفوز بالجائزة الأدبية المرموقة هذه السنة.
إلاّ أن أربعة من كبار الكتّاب الأعضاء في الأكاديمية هم إريك إيمانويل شميت والطاهر بن جلّون وباسكال بروكنير وبيار أسولين، قرروا عدم المشاركة في المهرجان، بحسب المصدر نفسه.
وأوضح المنظّمون أن "بعض الكتّاب عدلوا عن المشاركة بسبب الوضع الأمني في لبنان، فيما اتخذ آخرون هذا القرار لأسباب شخصية".
وكان وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى المحسوب على حركة "أمل" الشيعية اتهم في 8 تشرين الأول/أكتوبر الجاري "بعض الأدباء" المشاركين في المهرجان، من دون تحديد أسمائهم، بأنهم "من معتنقي المشاريع الصهيونية فكراً وممارسةً وداعميها سواء في أعمالهم الأدبية أو في حياتهم العادية"، لكنّه ما لبث أن سحب بيانه من الشبكات الاجتماعية.
وأضاف مرتضى الذي يتحالف تنظيمه السياسي مع حزب الله "لن نسمح لصهاينةٍ بأن يحلّوا بيننا وأن ينفثوا في لبنان سموم الصهيونية".
ونشرت صحيفة "الأخبار" القريبة من حزب الله مقالاً الأربعاء بعنوان "التطبيع يتسلّل إلى بيروت"، حملت فيه على مشاركة ثلاثة كتّاب في المهرجان هم بروكنير وأسولين وشميت، واصفة إياهم بأنهم "صهاينة عضويّون".
وأعلن الكاتب الفرنسي من أصل لبناني سليم نصيب في بيان أنه عدلَ هو الآخر عن المشاركة في المهرجان، موضحاً أنه شعر "باشمئزاز عميق" من تصريحات الوزير اللبناني.
وكان من المفترض أن يطلق نصيب من بيروت روايته الجديدة "الجلبة" Le Tumulte التي ولد بطلها في بيروت لعائلة يهودية.
وقالت سابين سورتينو مديرة المعهد الفرنسي في لبنان الذي ينظم المهرجان لوكالة فرانس برس "لقد أكد لنا وزير الثقافة دعمه الكامل لتنظيم المهرجان الذي يهدف إلى إعادة إبراز دور بيروت كعاصمة ثقافية".
وأوضحت أن "البرنامج الطَموح للمهرجان قائم"، مضيفة أن "أكاديمية غونكور أكدت أنها ستفي بالتزامها" وأن رئيسها ديدييه دوكوان سيحضر إلى بيروت للإعلان عن أسماء المتأهلين في 25 تشرين الأول/أكتوبر.
ويشهد لبنان الذي لا يزال رسمياً في حالة حرب مع إسرائيل، حملات متكررة تستهدف كتّاباً وشخصيات يُتهمون بـ"التطبيع".
وكان الكاتب الفرنسي من أصل لبناني أمين معلوف الحائز جائزة غونكور تعرّض عام 2016 لحملة في لبنان لإدلائه بحديث إلى وسيلة إعلام إسرائيلية.