زار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من دون إعلان مسبق مدينة باخموت على خط المواجهة، التي خاضت القوات الأوكرانية والروسية معركة شرسة على أرضها استمرت لعدة أشهر.
وقالت الرئاسة إن زيلينسكي التقى جنوده وسلمهم مكافآت.
وظلت باخموت على مدار أشهر هدفا رئيسيا للقوات الروسية في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لخسائر فادحة.
وعلى الرغم من ذلك تمكنت القوات الأوكرانية من صد زحف القوات الروسوتُعد الزيارة استعراضا مهما للتحدي، فضلا عن كونها تظهر مدى الدعم للقوات الأوكرانية المشاركة في بعض من أشرس المعارك خلال الأسابيع الأخيرة.
ويقارن البعض تلك الزيارة بالظهور العلني الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سافر يوم الاثنين إلى مينيسك لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات للقاء الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف القديم.
وأعرب زيلينيسكي، في مقطع فيديو عرضته قناة "فريدم تي في" على تيليغرام، عن أطيب أمنياته لجنوده.
وقال "أعتقد أن أبطال باخموت يجب أن يحصلوا على ما يمتلكه كل شخص، ويتعين أن يكون كل شيء على ما يرام لأطفالهم وعائلاتهم، مع تمتعهم بالدفء والصحة".
وأضاف: "أتمنى لهم النور، لكن الوضع صعب أن يكون هناك نور ثم يتلاشى. الشيء الرئيسي هو أن يكون هناك نور داخلي".
وقال إن الروس فقدوا بالفعل 99 ألف جندي في الحرب، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن التحقق من هذا الرقم بطريقة مستقلة، كما لم تكشف روسيا ولا أوكرانيا عن إجمالي حجم الضحايا.
وأضاف زيلينسكي: "يسعى المحتلون منذ مايو/أيار، إلى قهر مدينتنا باخموت، لكن الوقت يمر وباخموت لا تقهر الجيش الروسي فحسب، بل المرتزقة الروس أيضا الذين يأتون ليحلوا محل جيش المحتلين الضائع".
ويشير زيلينيسكي كما يبدو إلى مجموعة مرتزقة "فاغنر" الغامضة التي تنشط في القتال بالقرب من باخموت.
وقال سيرهي نيكيفوروف، المتحدث باسم الرئاسة، إن زيلينسكي غادر المدينة بالفعل.
ووصفت سارة رينفورد، مراسلة بي بي سي في أوروبا الشرقية، الزيارة بأنها رفعت الحالة المعنوية لدى القوات الأوكرانية.
وكان زيلينسكي، قد زار في وقت سابق مدنا أخرى حررتها القوات الأوكرانية مؤخرا، مثل خيرسون وإيزيوم.
وظلت مدينة باخموت هدفا رئيسيا في الحملة الروسية منذ شهور، وخصصت موسكو موارد ضخمة للاستيلاء عليها.
ويمكن أن يفتح ذلك الطريق أمام سلوفيانيسك وكراماتوريسك، أهم المدن في منطقة دونباس التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.
وثمة اعتقاد بأن أي انتصار روسي هنا الآن سيكون رمزيا فقط، نظرا لتعزيز أوكرانيا دفاعاتها في المنطقة المحيطة.
وكان الجانبان قد تكبدا خسائر فادحة، مما دفع قادة روسيا وأوكرانيا إلى وصفها بأنها "مفرمة لحم".
ولم يتبق حاليا سوى عدد قليل من المدنيين في المدينة التي كان تعداد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب.
ويعد اليوم هو اليوم الـ 300 للغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت هنا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، التي زارت باخموت أيضا، على فيسبوك: "300 يوم من كفاحنا الذي يزيد على 300 عام من أجل التحرر من روسيا".
وأضافت: "سنصمد ونقاتل، وسوف ننتصر".