قدمت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبريشت استقالتها من الحكومة، بعد سلسلة من الهفوات والأخطاء في مجال العلاقات العامة.
وتأتي الاستقالة في الوقت الذي تواجه فيه برلين ضغوطاً متصاعدة، بهدف السماح بإرسال دبابات قتالية ألمانية الصنع إلى أوكرانيا.
وتعرضت لامبريشت للسخرية عند إعلانها بأن ألمانيا دعمت أوكرانيا من خلال إرسال خمسة آلاف خوذة عسكرية.
كما تعرضت لانتقادات على نطاق واسع، بسبب فشلها في تحسين تجهيز القوات المسلحة الألمانية السيئة التجهيز، رغم تخصيص 100 مليار يورو لأجل هذه المهمة، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ألمانيا توافق على إرسال دبابات مضادة للطائرات إلى أوكرانيا
لماذا لا ترسل ألمانيا أسلحة إلى أوكرانيا؟
تخطى البودكاست وواصل القراءةالبودكاستتغيير بسيط (A Simple Change)تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟الحلقاتالبودكاست نهاية
كما انتُقدت لامبريشت - عضو حزب الإشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتز عند انتشار أنباء عن اصطحابها ابنها في رحلة على متن طوافة عسكرية.
لكن نشرها لفيديو محرج ليلة رأس السنة الجديدة أثار موجة ازدراء واسعة وقوّض دعمها داخل الدوائر السياسية. وظهرت في الفيديو وهي تقول فيه إنها ممتنة لكل "اللقاءات" التي سمح لها النزاع في أوكرانيا بإجرائها بينما كانت الألعاب النارية تنفجر حولها في برلين بمناسبة رأس السنة.
وقالت لامبريشت في بيان استقالتها اطلعت عليه وكالة الأنباء الوطنية الألمانية: "أن تركيز الإعلام عليّ طيلة أشهر بدد أي فرصة لتقديم تقارير تستند إلى الحقائق وإجراء نقاش حول الجنود والجيش والسياسة الأمنية لصالح المواطنين الألمان".
وأضافت: "يجب أن يكون عمل جنودنا القيّم والعديد من الأشخاص المتحمسين في مجال الدفاع، في المقدمة".
وكان من المفترض أن تلتقي لامبريشت بوزراء دفاع آخرين من الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا، في قاعدة رامشتاين الأميريكية يوم الجمعة، لمناقشة تقديم المزيد من الدعم إلى أوكرانيا.
وتواجه الحكومة الألمانية دعوات متجددة لإرسال دبابات "ليوبارد 2" الألمانية الصنع التي تعتبرها أوكرانيا أساسية لهزيمة روسيا أو على الأقل الموافقة على إرسالها من دول مثل بولندا.
وأبدت وارسو نيتها إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا لكنها تحتاج إلى إذن من الدولة المصنعة.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتز الذي تعرض للإنتقاد بسبب مقاربته الحذرة لمسألة إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، عن موافقته الأسبوع الماضي على إرسال عربات مشاة قتالية "ماردر" إلى أوكرانيا.
وتوصل شولتز إلى هذا القرار بالاتفاق مع الولايات المتحدة، التي أعلنت بدورها أنها سترسل عربات "برادلي" المصفحة.
وبعد ذلك بوقت قليل، أعلنت بريطانيا إنها سترسل دبابات تشالنجر، ما زاد الضغط على ألمانيا للتحرك.
المملكة المتحدة ترسل دبابات تشالينجر 2 إلى أوكرانيا
وعلمت بي بي سي من مصدر حكومي رفيع أن برلين سترسل "ليوبارد 2"، في حال انضمت الولايات المتحدة إلى الاتفاق.
وحذّر رئيس شركة تصنيع الأسلحة الألمانية "راينميتال" التي تصنع هذه الدبابات، من أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، لا يمكننا إرسال الدبابات قبل عام 2024.
لكن نائب المستشار الألماني روبرت هابك قال مؤخراً، إن بلاده لن تقف في طريق الدول الأخرى التي تريد أن ترسل دبابات "ليوبارد".
وليس واضحاً بعد من سيخلف لامبريشت في منصبها الذي يوصف بأنه اشبه بكأس سم، ويشير إليه كثيرون بأنه "مقعد قذف" من الحكومة.