في أول اتهام رسمي، قال ممثل إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن التحقيقات الأولية التي أجرتها بلاده، تشير إلى تورط إسرائيل في الهجوم الذي طال مصنعًا عسكريًا بالقرب من مدينة أصفهان، مؤكدًا تمسك طهران بحق الرد كما دعا مجلس الأمن الدولي إلى القيام بمهامه لإدانة الإجراءات الإسرائيلية.
يأتي ذلك بعدما استهدفت 3 طائرات مسيرة صغيرة أحد المصانع العسكرية بمحافظة أصفهان، ليل السبت الماضي، في وقت تبحث فيه واشنطن وتل أبيب، طرقًا جديدة لمكافحة عمليات إيران «المزعزعة للاستقرار»، بما في ذلك تعميق تعاونها العسكري مع روسيا، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وقال المبعوث الإيراني في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الدوري لمجلس الأمن أن إيران إيرواني، اليوم، إن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم السبت الماضي، مؤكدًا أن إيران «تحتفظ بحقها المشروع والطبيعي في الدفاع عن أمنها القومي والرد بحزم على أي تهديد أو حتى خطأ ترتكبه إسرائيل في أي زمان ومكان طبقا لميثاق الأمممم المتحدة»
دعا إيرواني مجلس الأمن الدولي إلى القيام بمهامه لإدانة الإجراءات الإسرائيلية وإيقاف كل برامج إسرائيل وأنشطتها الخطيرة والمخربة في المنطقة، وفق ما جاء في رسالته.
وتقع العديد من المواقع النووية في محافظة أصفهان، بما في ذلك نطنز الذي يمثل محور برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، واتهمت إيران إسرائيل بتخريبه في 2021.
وتعبر إسرائيل منذ وقت طويل عن استعدادها لضرب أهداف إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في الحد من برامج طهران النووية أو الصاروخية، لكنها تتبع نهج الإحجام عن التعليق على وقائع بعينها.
«ضربة جبانة»
وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية أنها أحبطت محاولة هجوم من قبل ثلاث طائرات رباعية صغيرة استهدفت مصنعًا للذخيرة في مدينة أصفهان، بجوار موقع تابع لمركز أبحاث الفضاء الإيراني، والذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عمله في إيران.
وأعلنت إيران أن دفاعاتها الجوية أحبطت «ضربة جبانة» إذ أسقطت إحدى الطائرتين المسيرة بينما انفجرت الطائرتان الأخريان فوق المستودع، مما تسبب في أضرار طفيفة في السقف.
وقالت الوزارة، إن المضادات الجوية تصدت للمسيرات مما أدى إلى انفجار اثنتين منها، مشيرة إلى إن الأضرار اقتصرت على سقف المصنع دون الإضرار بالمُعَدات، مؤكدة أنها ستواصل إنتاج كل ما يلزم لتعزيز قوة وأمن البلاد بجدية وسرعة، وقالت إن مثل هذه الهجمات العمياء والضربات الجبانة لن تعيق مسار تطور البلاد، وفق البيان.
من جهة أخرى، أفاد تقرير الخدمة الإخبارية الحكومية PadDolat، الإيرانية، بأن مثل هذه الإجراءات لا يمكن أن تؤثر على التقدم النووي السلمي.
وفيما امتنع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول عسكري أميركي كبير تأكيده أنه لم تقم أي قوة عسكرية أميركية بشن هجمات أو عمليات داخل إيران.
ومرارا اتهمت إيران إسرائيل بالتخطيط لشن هجمات باستخدام عملاء داخل إيران، ففي يوليو الماضي قالت طهران إنها اعتقلت مخربين يعملون لصالح إسرائيل كانوا يخططون لتفجير مركز صناعي دفاعي «حساس» في أصفهان.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية شهدت إيران هجمات عدة استهدف بعضها منشآت نووية وأخرى عسكرية، إضافة إلى اغتيال عدد من الشخصيات.
أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم الأحد، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إسرائيل نفذت، ليلة أمس غارة سرية بالمسيّرات، استهدفت منشأة عسكرية وسط إيران، في محافظة أصفهان التي تحوي العديد المواقع النووية الإيرانية المهمة كمنشأة نطنز التي تقع في قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.