رئيس إسرائيل عن أزمة "إصلاح القضاء": بلادنا على شفا حرب أهلية
وقال هرتسوغ، في خطاب: "في حياتي، في أسوأ الكوابيس، لم أكن أعتقد مطلقا أنني سأسمع مثل هذه الكلمات، حتى لو كانت من أقلية صغيرة جدا، سمعت خطابا مروعا، كراهية حقيقية وعميقة"، وأضاف: "سمعت أشخاص من جميع الأحزاب يقولون إن فكرة إسالة الدماء في الشوارع لم تعد تصدمهم"، وذكر أن إسرائيل تمر بأزمة "مقلقة"، لكنه أشار أيضا إلى وجود "فرصة تاريخية".
وفي إشارة إلى الإصلاحات في القضاء التي تسعى إليها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ذكر هرتسوغ أن "التغييرات الهيكلية ضرورية في العلاقة بين السلطات في إسرائيل"، لكنه حذر من أن "التغيير الجوهري والعميق في العلاقة بين السلطات الحاكمة يجب أن يتم بحس سليم، والتأكد
من أنه يجلب الخير لأكبر عدد ممكن من المواطنين".
ورغم أن الرئاسة الإسرائيلية هي في الأساس شرفية، إلا أن هرتسوغ يحاول جمع أطراف الأزمة إلى طاولة المفاوضات.
وفي الأسبوع الماضي، تحدث هرتسوغ، في خطاب، لأول مرة ضد الشكل الحالي للإصلاحات القضائية، محذرا من أنها "تقوض الأسس الديمقراطية" لإسرائيل.
وتسعى الحكومة الائتلافية، بقيادة نتنياهو، إلى تمرير سلسلة من مشاريع القوانين التي ستغير بشكل جذري القضاء الإسرائيلي، من خلال السماح للبرلمان (الكنيست) بإلغاء قرارات المحكمة العليا بأغلبية بسيطة.
ويقول مؤيدو الإصلاحات إن هناك حاجة ماسة إلى تحقيق التوازن بين السلطات، زاعمين أن المحكمة العليا "تدخلت" في العديد من القضايا، وأنها أصبحت "معزولة ونخبوية".
وفي المقابل، يقول معارضو الإصلاحات إنها "ستدمر استقلال القضاء، وستلحق الضرر بحقوق الأقليات وكذلك الحقوق الأخرى غير المنصوص عليها في القوانين الأساسية، مثل حرية التعبير، وأنها مجرد وسيلة لإخراج نتنياهو من محاكمته الجارية بشأن الفساد"، وهو ما ينفيه رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويضع مقترح هرتسوغ بعض القيود على سلطة المحكمة العليا، مثل زيادة متطلبات المصادقة البرلمانية على "القوانين الأساسية" شبه الدستورية التي لن تتمكن المحكمة من نقضها، وكذلك مطالبة المحكمة بموافقة أغلبية الثلثين لإلغاء التشريعات بدلا من الأغلبية البسيطة الحالية، كما أنه يعطي للائتلاف الحاكم رأيا أكبر في تعيين قضاة جدد ولكن ليس السلطة الكاملة.
وفي المقابل، أعلن أعضاء الائتلاف الحاكم رفضهم مقترح هرتسوغ بمجرد انتهاء خطابه، وكتب سكرتير مجلس الوزراء يوسي فوكس، عبر تويتر" "لتجنب الشك، فإن مقترح الرئيس أحادي الجانب وغير متفق عليه بأي شكل من الأشكال من قبل أي حزب في الائتلاف".
ورحب زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد بمقترح هرتسوغ دون قبوله بالكامل، وقال إن رد الائتلاف "يسيء إلى منصب الرئيس، ويسخر من خطورة الوضع الراهن، ويقوض فكرة أننا شعب واحد".