Banner Image

All Services

Writing & Translation Articles & News

معركة الكرامة: كيف تحوّل استهداف إسرائيل

$25/hr Starting at $25

قبل 55 عامًا، وقعت معركة خاطفة سُميّت بـ الكرامة، استمرت لـ 15 ساعة فقط، لكنها مثلّت أولَّ نصرٍ للعرب وأولَّ هزيمةٍ فادحةٍ لـ "جيش إسرائيل الذي لا يُقهر"، كما تقول السردية العربية.

لنعد بالتاريخ قليلًا؛ إلى عام 1948 حين وقف العرب مدهوشين ومهزومين في "نكبتهم" مع قيام دولة إسرائيل، وصولًا إلى حزيران عام 1967 حين حققت إسرائيل انتصارًا جارفًا في حرب "الأيام الستة" أو "النكسة" التي تكبّدت فيها الجيوش العربية خسائر كارثية، انتهت باحتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

في ذلك الوقت بدا أنَّ الجيش الإسرائيلي واثقًا إلى حدٍ قاده بعد 9 أشهر من نشوة حرب 67 إلى تنفيذ اجتياح عسكري في غور الأردن.

الحقيقة أنَّ الجدل لا يزال قائمًا منذ خمسة عقود حول مشهدية "الكرامة"، ابتداءً من إرهاصاتها مرورًا بالمعركة نفسها وصولًا إلى ما ترتّب عليها، لكنَّ واحدًا من الثوابتِ، أنَّ تمركز الفدائيين -وهو مصطلح عُرف به المقاتلون الفلسطينيون- حينذاك على امتداد الضفة الشرقية لنهر الأردن وشنّهم هجماتٍ ضد الجيش الإسرائيلي المتمركز في الضفة التي احتلها أخيرًا، جعلَ من المعركة أمرًا حتميًا. 

قول قائد معركة الكرامة الفريق مشهور حديثه الجازي إنَّ المرحلة الفاصلة بين حرب 67 ومعركة 68 كانت تشهد اشتباكاتٍ متقطعةً بين الجيشين الأردني والإسرائيلي، مضيفًا أنَّ الجيش الأردني كان يساند عمليات "الفدائيين" ويوفر غطاءً ناريًا لـ أولائك العائدين من الضفة الغربية المحتلة بعد تنفيذهم عمليات عسكرية. 

ويضيف الجازي في شهاداته التي قدمها خلال حياته، أن الجيش الأردني أبلغ المنظمات الفلسطينية بهجوم إسرائيلي وشيك، وتمَّ التنسيق بين الجانبين استعدادًا للمعركة. 

يقول أحد القادة المؤسسين لحركة فتح "صلاح خلف" المعروف بـ "أبو إياد" في كتابه فلسطيني بلا هوية، إن قيادة فتح تلقت نصيحة من رئيس هيئة الأركان الأردني اللواء عامر خماش بإخلاء بلدة الكرامة، نظرًا لعدم قدرة "الفدائيين" على مواجهة القوة الضاربة لجيش نظامي، لكنَّ أبو إياد يقول إنَّه رغم منطقية النصيحة إلا أنَّ الاعتبارات السياسية دفعت فتح لمخالفة خماش والعسكرةِ هناك.

في الخامسة والنصف فجرًا من صبيحة يوم الخميس 21-آذار من عام 1968 بدأت القوة الإسرائيلية المدججة بالدبابات والطيران والمشاة والمظليين بالإغارة على الأراضي الأردنية من ثلاثة محاور رئيسية: جسر سويمة وجسر الملك حسين وجسر داميا.

صف الملك الراحل الحسين بن طلال في كتابه مهنتي كملك، أحداثَ المعركة قائلًا: "كان الاشتباك دموياً بين الجانبين؛ خسائر في الأرواح البشرية، تدمير للمعدات... وما من شك في أنَّ الفدائيين لفتوا النظر بروعتهم في القتال، وقد قاتلوا في معركة الكرامة إلى جانب القوات الأردنية ببسالة وفعالية". 

يبدو من شهادات الواقفين على تلك الحقبة أن إسرائيل فوجئت تمامًا بانخراط الجيش الأردني في تلك المعركة، إذ قدّرت أنَّ هدفها المعلن بـ "القضاء على الفدائيين الفلسطينيين" سيدفع الجيش الأردني للوقوف متفرجًا؛ بالنظر إلى انهيار الجيش قبل شهور في حرب67 وعلاقته المضطربة مع المسلحين الفلسطينيين. 

About

$25/hr Ongoing

Download Resume

قبل 55 عامًا، وقعت معركة خاطفة سُميّت بـ الكرامة، استمرت لـ 15 ساعة فقط، لكنها مثلّت أولَّ نصرٍ للعرب وأولَّ هزيمةٍ فادحةٍ لـ "جيش إسرائيل الذي لا يُقهر"، كما تقول السردية العربية.

لنعد بالتاريخ قليلًا؛ إلى عام 1948 حين وقف العرب مدهوشين ومهزومين في "نكبتهم" مع قيام دولة إسرائيل، وصولًا إلى حزيران عام 1967 حين حققت إسرائيل انتصارًا جارفًا في حرب "الأيام الستة" أو "النكسة" التي تكبّدت فيها الجيوش العربية خسائر كارثية، انتهت باحتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

في ذلك الوقت بدا أنَّ الجيش الإسرائيلي واثقًا إلى حدٍ قاده بعد 9 أشهر من نشوة حرب 67 إلى تنفيذ اجتياح عسكري في غور الأردن.

الحقيقة أنَّ الجدل لا يزال قائمًا منذ خمسة عقود حول مشهدية "الكرامة"، ابتداءً من إرهاصاتها مرورًا بالمعركة نفسها وصولًا إلى ما ترتّب عليها، لكنَّ واحدًا من الثوابتِ، أنَّ تمركز الفدائيين -وهو مصطلح عُرف به المقاتلون الفلسطينيون- حينذاك على امتداد الضفة الشرقية لنهر الأردن وشنّهم هجماتٍ ضد الجيش الإسرائيلي المتمركز في الضفة التي احتلها أخيرًا، جعلَ من المعركة أمرًا حتميًا. 

قول قائد معركة الكرامة الفريق مشهور حديثه الجازي إنَّ المرحلة الفاصلة بين حرب 67 ومعركة 68 كانت تشهد اشتباكاتٍ متقطعةً بين الجيشين الأردني والإسرائيلي، مضيفًا أنَّ الجيش الأردني كان يساند عمليات "الفدائيين" ويوفر غطاءً ناريًا لـ أولائك العائدين من الضفة الغربية المحتلة بعد تنفيذهم عمليات عسكرية. 

ويضيف الجازي في شهاداته التي قدمها خلال حياته، أن الجيش الأردني أبلغ المنظمات الفلسطينية بهجوم إسرائيلي وشيك، وتمَّ التنسيق بين الجانبين استعدادًا للمعركة. 

يقول أحد القادة المؤسسين لحركة فتح "صلاح خلف" المعروف بـ "أبو إياد" في كتابه فلسطيني بلا هوية، إن قيادة فتح تلقت نصيحة من رئيس هيئة الأركان الأردني اللواء عامر خماش بإخلاء بلدة الكرامة، نظرًا لعدم قدرة "الفدائيين" على مواجهة القوة الضاربة لجيش نظامي، لكنَّ أبو إياد يقول إنَّه رغم منطقية النصيحة إلا أنَّ الاعتبارات السياسية دفعت فتح لمخالفة خماش والعسكرةِ هناك.

في الخامسة والنصف فجرًا من صبيحة يوم الخميس 21-آذار من عام 1968 بدأت القوة الإسرائيلية المدججة بالدبابات والطيران والمشاة والمظليين بالإغارة على الأراضي الأردنية من ثلاثة محاور رئيسية: جسر سويمة وجسر الملك حسين وجسر داميا.

صف الملك الراحل الحسين بن طلال في كتابه مهنتي كملك، أحداثَ المعركة قائلًا: "كان الاشتباك دموياً بين الجانبين؛ خسائر في الأرواح البشرية، تدمير للمعدات... وما من شك في أنَّ الفدائيين لفتوا النظر بروعتهم في القتال، وقد قاتلوا في معركة الكرامة إلى جانب القوات الأردنية ببسالة وفعالية". 

يبدو من شهادات الواقفين على تلك الحقبة أن إسرائيل فوجئت تمامًا بانخراط الجيش الأردني في تلك المعركة، إذ قدّرت أنَّ هدفها المعلن بـ "القضاء على الفدائيين الفلسطينيين" سيدفع الجيش الأردني للوقوف متفرجًا؛ بالنظر إلى انهيار الجيش قبل شهور في حرب67 وعلاقته المضطربة مع المسلحين الفلسطينيين. 

Skills & Expertise

Article EditingArticle WritingArts WritingHow to ArticlesJournalistic WritingLifestyle Writing

0 Reviews

This Freelancer has not received any feedback.

Browse Similar Freelance Experts