تظاهر السودانيون الخميس بالتزامن مع إحياء البلاد ذكرى انتفاضتين أسقطتا رئيسين انقلابيين في كل من عامي 1985 و2019. وتأتي المظاهرات أيضا غداة تأجيل جديد لاتفاق تشكيل الحكومة المدنية والذي كان سيمهد حسب قوى الحرية والتغيير، الطريق أمام "خروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية وتشكيل مؤسسات حكم مدنية كاملة"، بسبب خلافات بين العسكريين وقوات شبه عسكرية.
خرجت عصر الخميس مظاهرات في السودان تتزامن مع ذكرى انتفاضتين أسقطتا رئيسين انقلابيين، وتأتي بعد أن أدت الخلافات بين العسكريين وقوات شبه عسكرية إلى تأجيل جديد لاتفاق كان ليمهد الطريق للخروج من الأزمة.
وقد دعا تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يمثل القوى المدنية، إلى التظاهر بعد هذا التأجيل الجديد لتوقيع الاتفاق الذي من شأنه إحياء عملية الانتقال الديمقراطية بعد انقلاب 2021.
وفي أم درمان، الضاحية الغربية للخرطوم، نزل عشرات المتظاهرين إلى الشوارع حاملين الأعلام السودانية وهتفوا: "المدنية خيار شعب" و"العسكر إلى الثكنات". وتصدت الشرطة لهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
لن نتخلى عن أحلامنا"
وقالت هند محمد شاهدة عيان من أم درمان إن "الشرطة تستخدم الآن الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من الوصول إلى الجسر الذي يربط المدينة بالخرطوم".
وفي شارع المطار بالعاصمة، خرج مئات من المتظاهرين يحملون أعلام السودان وصورا لبعض من قتلوا من قبل خلال الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري.
وقالت ندى عبدالرحيم المتظاهرة البالغة 20 عاما وكانت تلف جسدها بعلم السودان: "لن نتخلى عن أحلامنا التي قدم إخوتنا أرواحهم من أجلها.. وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة".
وفي بورتسودان، على البحر الأحمر على بعد حوالي ألف كيلومتر شرق الخرطوم، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق قرابة 300 متظاهر أغلقوا طرقا بالحجارة.
ومنذ الصباح انتشرت عشرات المدرعات في العاصمة السودانية وأغلقت جسورا تربط بين أحيائها على ضفتي النيل وأحاطت بالقصر الرئاسي الذي تتجه نحوه كل المسيرات المناهضة للعسكريين منذ قرابة عام ونصف عام.