لم يُفاجأ مسلمو ألمانيا عقب هجوم السّابع من أكتوبر على إسرائيل بارتفاع الأصوات التي تطالبهم بالنأي بأنفسهم عن "إرهاب حماس"، والتبرُّؤ مما اقترفته أيدي مقاتليها. فمسلمو ألمانيا اعتادوا أن يتحملوا أوزار الآخرين، ويؤاخذوا على جريرة غيرهم من بني جلدتهم أينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها. وهذه ليست المرّة الأولى، وحتمًا لن تكون الأخيرة.
على الرغم من إصدار المجلس التنسيقي لمسلمي ألمانيا- الذي يضم كبرى المنظمات الإسلامية يوم 8 أكتوبر/ تشرين أول، إدانةً واضحة للأحداث، أعقبها ببيان ثانٍ يوم 19 من الشهر نفسه، أكد فيه تارة أخرى تنديده بـ "الهجوم الإرهابي الذي شنّته حماس ضد السكان المدنيين في إسرائيل"، ودعا فيه إلى "إنهاء العنف، وإطلاق سراح الرهائن" – فإنّ كل ذلك لم يكن ليشفع للمؤسسات الإسلامية في الإفلات من التعرض لهجوم شرس، تَعَمَّد الشطط في إصدار الأحكام المسبقة، والتشكيك في النيات.