### الحب يقتل
في قرية صغيرة محاطة بالجبال كان هناك شاب اسمه يوسف معروف بوسامته وأخلاقه العالية، كان يوسف يحب فتاة اسمها ليلى، كانت جميلة وذكية، لكن عائلتها عارضت هذا الحب بسبب اختلاف الطبقات الاجتماعية.
ورغم كل هذه العوائق قرر يوسف أن يعبر عن حبه بطرق مختلفة، فبدأ يكتب لها القصائد، ويصف جمال عينيها وحنان مشاعرها، وانتشرت القصائد في كل أرجاء القرية، فصار الجميع يتحدثون عن حبهم.
لكن ليلى، ورغم مشاعرها القوية تجاه يوسف، شعرت بضغوط من عائلتها. وفي إحدى الليالي، قررت أن تلتقي به سراً في حديقة القرية. كانت عيناهما تلمعان في ضوء القمر، وتبادلا الوعود والأحلام. لكن هذه اللحظات السعيدة لم تدم طويلاً.
في اليوم التالي علم والد ليلى بلقائها بيوسف فغضب بشدة وهددها بالتخلي عن هذا الحب وإلا ستواجه العواقب، شعرت ليلى بالخوف ولكنها لم تستطع الابتعاد عن يوسف.
زادت الضغوط وبدأت ليلى تتعرض لضغوط نفسية كلما حاولت الابتعاد كان قلبها يجذبها نحو يوسف وفي يوم من الأيام قررت الذهاب إليه للحديث عن مستقبلهما لكن الأمور لم تسر كما توقعت.
عندما التقيا كانت الأجواء متوترة، قالت له: أشعر أن الحب يقتلني ببطء، لكني لا أستطيع العيش بدونك، رد يوسف بنبرة حزينة: إذا كان الحب يقتلنا فلنموت معًا.
في تلك اللحظة أمسك يوسف بيد ليلى وذهبا إلى الجبل القريب، وهناك تحت شجرة قديمة قررا الهروب من كل شيء، لكن القدر كان يراقبهما، وبينما كانا يتحدثان عن أحلامهما اقترب منهما والد ليلى ومعه بعض رجال القرية.
اندلعت مشادة كلامية، وبدا أن الأمور انتهت بشكل مأساوي، حاول يوسف حماية ليلى، لكن الأمور تصاعدت، وفي لحظة غير متوقعة، سقط يوسف على الأرض بعد أن طعنه أحد الرجال.
كانت ليلى تصرخ وهي تركض نحو يوسف. احتضنته ودموعها تنهمر. همست: "لماذا فعلوا هذا؟" لكن يوسف بوجهه الشاحب ابتسم لها وقال: "سأكون معك دائمًا، حتى لو افترقنا في هذه الحياة".
مات يوسف بين أحضان ليلى، وتحطم قلبها، ولم تستطع أن تعيش بعد ذلك، وامتلأت القرية بالحزن، وخلد الجميع قصة حبهما كتحذير من قوة الحب وتأثيره.
أقامت ليلى نصبًا تذكاريًا ليوسف في المكان الذي التقيا فيه آخر مرة. وكلما زارها أحد، كانت تحكي له قصتها، وكيف يمكن للحب أن يكون قاتلًا في بعض الأحيان.
---